-->

ارتفاع أسعار النفط وسط توقعات باستمرار المكاسب للأسبوع الثاني

 


ارتفاع أسعار النفط وسط توقعات باستمرار المكاسب للأسبوع الثاني على التوالي

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الجمعة، حيث سجل خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مكاسب جديدة، مما يعزز التوقعات بأن السوق النفطية ستظل في منحى تصاعدي للأسبوع الثاني على التوالي.

تفاصيل الأسعار والتغيرات الأسبوعية

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 42 سنتًا، أي ما يعادل 0.6%، ليصل سعر البرميل إلى 72.40 دولارًا. في الوقت نفسه، شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا مماثلًا بمقدار 45 سنتًا، أي بنسبة 0.6%، لتصل إلى 68.52 دولارًا للبرميل.

وعلى الصعيد الأسبوعي، يتجه كلا الخامين نحو تسجيل مكاسب تقدر بنحو 2%، وهو ما يمثل أكبر ارتفاع أسبوعي منذ بداية عام 2025. يأتي هذا التحسن في الأسعار بعد فترة من التذبذب شهدتها الأسواق العالمية بسبب القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتأثير ذلك على الطلب على الطاقة.

العوامل المؤثرة في ارتفاع الأسعار

يعود سبب هذه الزيادة في أسعار النفط إلى عدة عوامل رئيسية، من بينها:

  1. توقعات خفض الإنتاج: تتزايد التوقعات بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاءها، المعروفين بتحالف "أوبك+"، قد يتخذون قرارات جديدة تتعلق بخفض الإنتاج لضبط توازن السوق. مثل هذه القرارات من شأنها أن تحد من الإمدادات العالمية، مما يدعم الأسعار.

  2. الانتعاش الاقتصادي في بعض الدول الكبرى: على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، لا تزال هناك مؤشرات إيجابية على تعافي الاقتصاد في بعض الأسواق الكبرى، مما يدعم الطلب على النفط. على سبيل المثال، أظهرت البيانات الأخيرة من الصين والولايات المتحدة انتعاشًا في النشاط الصناعي، وهو ما قد يزيد من استهلاك الطاقة.

  3. تقلبات الأسواق المالية: تأثرت أسعار النفط أيضًا بتقلبات الأسواق المالية العالمية، حيث يسعى المستثمرون إلى أصول أكثر استقرارًا، مما يزيد من الإقبال على السلع الأساسية مثل النفط.

  4. التوترات الجيوسياسية: لا تزال التوترات السياسية في بعض المناطق المنتجة للنفط تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد الأسعار. فحدوث اضطرابات في إمدادات النفط من بعض الدول المنتجة قد يرفع الأسعار نتيجة توقعات بانخفاض المعروض في السوق.

التوقعات المستقبلية

يرى المحللون أن استمرار الاتجاه التصاعدي لأسعار النفط سيعتمد على عدة عوامل، من بينها التطورات الاقتصادية العالمية، وقرارات أوبك+ القادمة، ومدى استقرار الأسواق المالية. كما أن مستويات المخزون الأمريكي والتوقعات بشأن الطلب على النفط خلال الأشهر القادمة ستظل من العوامل المؤثرة في تحديد اتجاه الأسعار.

في ظل هذه التطورات، يراقب المستثمرون والمحللون عن كثب التحركات في سوق النفط، حيث يمكن أن تؤثر أي بيانات اقتصادية جديدة أو تغيرات في السياسات النقدية للبنوك المركزية على حركة الأسعار بشكل ملحوظ.

خاتمة

بشكل عام، يبدو أن سوق النفط يتجه نحو الاستقرار بعد فترة من التقلبات، حيث تدعم العوامل الاقتصادية والسياسية الحالية استمرار المكاسب للأسبوع الثاني على التوالي. ومع ذلك، تبقى حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي وتوقعات الطلب من العوامل التي قد تؤثر على الأسعار خلال الفترة المقبلة.